من شقراء

كتبت سابقاً عن شقراء والرحلة الجميلة إليها (هنا)، وحاولت التهرب من رحلة العودة بنهاية تقليدية، لكن الوالدة قدس الله سرها أبت أن تترك المعاناة مستورةً فألمحت لجزءٍ مما حصل معنا ولذلك قررت كتابة بضع سطور عن رحلة العودة في ذلك اليوم الميمون.

بعد خروجنا من شقراء وأثناء عبورنا بـ “مرات” بدون الشدة هذه المرة :) هطلت زخّات من مطر مما يعطيك دفعة للتفاؤل بعد ما حدث سابقاً. لكن تأبى الأقدار أن تسير الأمور بسلاسة، فبدلاً من استمرار الزخّات وزيادتها لما يمكن تسميته بمطر فقد توقفت الزخّات مباشرة بعد أن حققت مجموعة أهداف مدروسة بدقة. منها (مثلاً لا حصراً) اتساخ زجاج السيارة وامتصاص جزء كبير من برودة الجو بالإضافة لتبديد الغيوم وظهور الشمس لتنقلب حرارة الجو المحيط إلى دافئ نسبياً و…. بالطبع :) إضافة بعض الحماس إلى متعة القيادة “المملة” على طريق يتعرض لعوامل الصيانة الدورية بالصدفة البحتة وجعل السيارة تمشي على مزيج صابوني لزج من الماء والغبار.

بالطبع وجدنا أنفسنا بعد بضع دقائق في درجة حرارة صيفية داخل السيارة فلم أكن لأجرؤ على تشغيل نظام التكييف، أما أجمل ما يمكن أن يكمّل هذا السيناريو الفريد فهو احتياطنا للبرد قبل خروجنا فجراً من الرياض بحيث أننا لبسنا كمية مضاعفة من الملابس، أو “لبسنا خزانة الملابس بالكامل” كما يحلو لجمان أن تقول. بالطبع كان بإمكاننا أن نخفف من ملابسنا لو أن هكذا احتمال ورد أصلاّ، لكن جميع مؤشرات الجو في الأيام السابقة وحتى تحركنا كانت تحمل رسالة واضحة بشدة البرد.

بكل بساطة قمت بفتح جزء من شباك السيارة لكن صوت انسياب الهواء العليل أجبرنا خلال ثوانٍ على الصراخ لنسمع بعضنا، وبالتالي اضطررت لإغلاقه مرة أخرى. عند ذلك قامت الوالدة بحل مشكلتها بسهولة بنزع البلوزة (الفانلة) التي كانت تلبسها من تحت العباءة (والعباءة ميزة رائعة في هذه الحالات لأنها تعمل كالخيمة). أما العبد الفقير فلم يكن من السهل إيجاد وسيلة ناجعة (أو حتى حمامات عامة) لأتمكن من نزع بنطلون القطن الدافئ الحنون الذي تفضلت علي زوجتي بإصرارها أن ألبسه ;)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.